تتعهد أغلب المنظمات بمساعدة أفرادها على التعلم، ولكن لا ينجح في تحقيق ذلك إلا تلك المنظمات القادرة على توفير أنماط متعددة من التعلم تتطلب كلًا منها مساحتها الخاصة في التطبيق. بالرغم من ذلك، تغلب الطبيعة التدريجية على التعليم اليومي حيث يحدث التطور بناءً على ما نعرفه أو نمارسه فعليًا، ويمكن للمتعلم من خلال التعلم التدريجي توسيع معارفه، وتجديد مهاراته بالشكل الذي يعزز هويته والتزامه.
بالرغم من ذلك، لا يعتبر هذا النوع كافيًا لأنه لا يُساهم في تغيير نظرتنا للآخرين، أو للعالم، أو لأنفسنا. ومن ثم، يظهر التعلم التحويلي (Transformative Learning)الذي يغير رؤيتنا وعلاقاتنا، ويؤسس للتطور الشخصي، والقفزات الابتكارية. وبالتالي لا يمكن الاستغناء عن أي منهما.
عند تطبيق التعلم التدريجي Incremental Learning))، نحتاج إلى موقع عمل أكثر تركيزًا وأمانًا، وأقل تشتتًا مثل المعسكرات حتى يستطيع المتعلم ممارسة المهام بأفضل الطرق الممكنة، والحصول على التعقيبات، ثم المحاولة مرة أخرى. على النقيض، نحتاج في التعلم التحويلي إلى بيئة تعلم مفتوحة كالساحات مثلًا لإظهار العادات والثقافات التي تشكل وعي المتعلم، ثم دراستها ومحاولة إكسابه طرق جديدة للحياة.
يفضل أغلب المتعلمين التعلم التدريجي القائم على التجربة، وتلقي الأوامر وتقييم درجة التقدم، وبالتالي تعزيز مواءمة العمل وجعلهم ملتزمين بالقالب النمطي المحدد، بينما على الجانب الآخر يتسم المتعلم التحويلي بالشجاعة لفرض موقفه على الوضع الراهن وعدم التقيد به، فالتحلي بشجاعة التعلم يمنح الأفراد القدرة على القيادة.
بالرغم من ذلك، لا يتفوق التعلم التحويلي على التعلم التدريجي، ولكنه يؤسس له، يمنح التعلم التحويلي الحرية للتخيل وخلق مستقبل جديد، بينما يكسبنا التعلم التدريجي القوة والخبرة خلال مراحل هذا المستقبل. بالطبع، لا يمكن تطبيق النمطين في نفس الوقت، لكن من الأفضل ممارسة كلٍ منهما على حدة في المراحل المختلفة، وبمجرد أن يدرك الشخص أهمية التعلم سيبدأ في إدراك قيمة العلم للآخرين أيضًا. وبالتالي، يصبح هذا الشخص هو القائد الذي تبحث عنه جميع المنظمات وأصحاب الأعمال.
